للنوم دور هام في حياة الإنسان، فهو يعوضه عن الإجهاد الجسمي والذهني والعصبي الذي يتعرض له طوال النهار، كما يمثل وظيفة حيوية تقي الإنسان التعب. واضطراب النوم وعدم انتظامه قد ينعكس على أداء الفرد خلال النهار بل وقد يغير من الحالة المزاجية المسيطرة عليه.
هناك 3 شروط أساسية لا بد من توافرها لضمان نوم صحي وهي:
- الراحة الجسدية، والعاطفية، والفكرية.
بمعنى أن وجود خلل في أي منها قد يكون كفيلا بالتسبب في اضطرابات النوم. فمؤثرات مثل الالتهابات في الجيوب الأنفية أو الانشغال بالتفكير في موضوع معين أو الخلافات أو المشاكل الأسرية كفيلة بأن تقلق نومك وتصيبك بالأرق. وعلى الجانب الآخر، فالإرهاق الشديد مثلا قد يؤدي إلى زيادة فترات النوم؛ وهو ما يجعل النوم ثقيلا.
كما أن عامل تنظيم الوقت وضبط الساعة البيولوجية هام جدًّا لنوم صحي. فاجعل نومك في ساعات محددة وقسمه بين الأوقات، وليكن أكثره في الليل. واحرص على أن تكون ساعات نومك في الليل المبكر، وتستيقظ قبل الفجر للصلاة، ثم تنام بعد طلوع الشمس شيئاً، وتمارس حياتك بنشاط وحيوية بعد ذلك؛ فإن أتاك النعاس بعد الظهيرة فلا ترفضه، فإن الله تعالى وهب الإنسان منوّمًا طبيعيًا وهو هرمون (السيروتونين) الذي يتولى مهمة تنويم الجسم، والطريف أن إفراز هذا الهرمون يعتمد على درجة الإضاءة المحيطة بك، فيزداد إفرازه في الظلام. مما يجعل النوم الطبيعي لا يكون إلا ليلا، وما عدا ذلك يعتبر شاذا عن القاعدة. فسبحان الله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، وهو القائل "وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا، وجعلنا النهار معاشا".
وعليك أخي أن تستفيد من هذه الهبة، بحيث تستسلم للنوم عند اللزوم وإلا فإنك ستضطر إلى الدخول في متاهات أنت في غنى عنها، مثل أخذ المنومات الدوائية وما تسببه من مشكلات عديدة.
وفي هذا وصية من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنا فقد قال: (استعينوا بطعام السحر على صيام النهار، وبالقيلولة على قيام الليل) رواه ابن ماجه، فمن الأفضل أن يخلد الإنسان للراحة في فترة القيلولة وهي الفترة من بعد صلاة الظهر وحتى صلاة العصر، ولا يلزم أن تكون هذه الراحة بالساعات فيمكن أن تجعلها لو نصف ساعة، كمجرد فاصل لليوم يستعيد بعده الجسم نشاطه حتى الليل.
أما الأرق، فيمكنك التغلب عليه بتجنب النوم لفترات طويلة أثناء النهار والابتعاد عن المنبهات قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل. وقد حدثنا الرسول الكريم نبي الهدى بدعاء نقوله إذا أصابنا الأرق من الليل.
قال زيد بن ثابت رضي الله عنه: أصابني أرق الليل فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قل: اللهم غارت النجوم، وهدأت العيون وأنت حي قيوم يا حي يا قيوم أنم عيني وأهدئ ليلي فقلتها فذهب عني.
كما أن هناك نقطة غاية في الأهمية يغفل عنها الكثير من الناس. وهي تخصيص الفراش بل وغرفة النوم بالكامل إن أمكن لاستعمالها للنوم فقط. مما يجعل مخ الإنسان وجسمه يتأهبان للدخول في النوم بمجرد الاستلقاء على الفراش. وفي اتباع سنة الحبيب في آداب النوم ما يجعل نومك هنيئا بإذن الله وتؤجر عليه كعبادة أيضا.
ولك أن تعلم يا أخي أن أي إنسان يمكنه أن يحيا حياة طبيعية جدا بفترة نوم لا تزيد عن 6 ساعات يوميا. فهي مدة كافة جدًّا لاحتياجات الجسم وراحته وكفاءة أجهزته المختلفة.
فنابليون مثلاً كان لا يحتاج إلا لفترات قصيرة يأوي فيها إلى فراشه فيما بين العاشرة ومنتصف الليل.. ويستيقظ في الثانية صباحًا.. ويظل يعمل في مكتبه حتى الساعة الخامسة.. ثم ينام ثانية حتى الساعة السابعة صباحًا. والمخترع الشهير "توماس إديسون" كان ينام فترة تتراوح بين 4 إلى 6 ساعات يوميًّا.. وكذلك ونستون تشرشل- رئيس وزراء بريطانيا في الأربعينيات - الذي كان ينام في الثالثة أو الرابعة صباحًا ويستيقظ في الثامنة، ولكنه كان ينام ساعتين بعد الظهر.
ورغم شهرة رباعية الخيام التي يقول فيها:
فما أطال النوم عمرًا وما قصَّر في الأعمار طول السهر
إلا أن أبحاثًا كثيرة أكدت أن الإكثار من النوم إلى حد كبير، والإقلال منه إلى حد كبير كلاهما ضار بالإنسان. وأن النوم من 6 إلى 8 ساعات يوميًّا هو المدة شبه المثالية التي يمكن أن ينامها الفرد.
أخي العزيز..
أتقن نومك كما تتقن التلذذ بمضغ الطعام وفن التنفس وغيرهما، تحصل على متعة من أكبر متع الحياة وهي "النوم"
منقول
MYrtle 33Jds
.